الحياة القصيرة للنجم الكبير | ��
كنتُ أستمع لأغنية من فرقة “كولد بلاي” يغنون فيها (مثل سماء مليئة بالنجوم، تضيء لي مساري) فتذكرت كم هي هائلة وفاتنة تلك الأجسام المضيئة، فالنجوم هي أكثر الأجسام الفلكية شهرة وتمثل اللَّبِنَات الأساسية للمجرات. إذ أن تاريخ وديناميكيات وتطور أي مجرة يتأثر بعمر وتوزيع وحتى تكوين النجوم في المجرة. علاوة على ذلك، فالنجوم مسؤولة عن تكوين العناصر الثقيلة مثل الكربون والنيتروجين والأكسجين، وترتبط خصائصها ارتباطًا وثيقًا بخصائص أنظمة الكواكب التي قد تتحد حولها. وبالتالي، فإن دراسة وِلادة النجوم وحياتها وموتها حتماً هي أمر أساسي في مجال علم الفلك.
صورة من تليسكوب جيمس ويب لتشكيل غازي يُسمّى بأعمدة الخلق
وهي جزء من سديم العقاب الذي يقع في كوكبة الحيّة
- هل سمعت مسبقاً بالسُدم ؟
غالبيه النجوم تولد في “السُدم Nebula” (وهي مجموعه من الغازات و الغبار) ، تبدأ عندما ينكمش السديم ومن ثم ينقسم الى كتل أصغر، ومع استمرار هذه العملية تبدأ المادة الموجودة في الكتلة تسخن بشكل لا يصدق، حتى تصل الحرارة إلى 10 ملايين درجة مئوية ومن ثم تبدأ التفاعلات النووية و يتكون ” النجم “.
- أنواع النجوم:
ثمة أنواع مختلفة للنجوم مثل النجم العملاق (Supergiant) وهذه العمالقة تعد من أكبر النجوم على الإطلاق، حيث يبلغ قطرها مئات ملايين الأميال و تأتي في درجات حرارة مختلفة، بالإضافة إلى أن أكثر النجوم العملاقة سطوعاً تبعث طاقة أكبر بمليون مره من الشمس.
– العملاق الأزرق (Blue giant):
والعمالقة الزرقاء هي أكثر النجوم سخونة و إشراق في الكون، كتلتها حوالي
10 أضعاف كتله شمسنا ولكن عمرها قصير وذلك لأن وقودها ينفذ بسرعة.
– العملاق الأحمر (Red giant):
العمالقة الحمراء عبارة عن نجوم عملاقة تشبه في تركيبتها شمسنا، وتشتعل عبر الهيدروجين الموجود فيها وعند قرب الهيدروجين تكبر الشمس مع مرور الزمن فتصبِحُ عملاقًا أحمر، وغالباً ما يكون حجمها 30 ضعف حجم الشمس وهي مُشرقه ولكن تعتبر باردة.
– الأقزام الحمراء (Red dwarfs):
فهي أقزام حمراء صغيره و باردة و لديها حوالي عُشر كتله شمسنا، أضعف الأقزام الحمراء أخف بمليون مره من شمسنا.
– نجوم التسلسل الرئيسي (Main sequence stars):
هذه النجوم تحرِقُ الهيدروجين و تحوله إلى هيليوم وهي أكثر النجوم شيوعاً، لكن ليست جميعا بنفس الحجم و اللون و درجه الحرارة.
– الأقزام البيضاء (White dwarfs):
وهذه هي المرحلة النهائية لنجم متوسط مثل شمسنا، يتكون القزم الأبيض من اللب المنهار للعملاق الأحمر، وهي صغيره و كثيفة الكتلة للغاية، و تتوهج بشكل خافت لمليارات السنين.
Source: stardate.org
- ” كلما كان حجم النجم أكبر، كانت حياته أقصر ”
مثلما تولد النجوم فهي تحيا وتموت كذلك، فالنجوم الحارة الضخمة تتألق لـ “بضعة” ملايين من السنين لأنها تحرق وقود الهيدروجين بسرعة، بينما النجوم الأصغر تكون أكثر بروده؛ ولذلك تستخدم وقودها بشكل أبطأ وتتألق لمليارات السنين، لكن في كل الأحوال سينفذ وقود جميع النجوم و تموت.
- كيف تموت النجوم؟
تعتمد الأحداث في نهاية حياة النجم على كتلته فينتهي المطاف بالنجوم الصغيرة و المتوسطة بأن تكون عملاقًا أحمر مثل شمسنا، بينما النجوم الكبيرة عندما تموت فإنها تنهار وتنفجر طبقاتها الخارجية على شكل “مُستعرٍّ أعظم Super Nova” و ما يتَبقى من انفجاره هو ” النجم النيوتروني” ذو الكثافة العالية أو ثَقبٌ أسود إذا تبقت كتلة كافية لتشكيله.
انتهى
هذا المقال من كتابه: سارة (Novwnter@)
مراجعة وتدقيق: عبدالله (نائب إدارة آستروفايل)
المصادر :
– موقع ناسا.
– كتاب Space a Children’s Encyclopedia.
– موقع DK Find out.