في ظل العديد من الإنجازات والاكتشافات الحديثه والتقدُم المُلاحظ في مجال الفضاء يجهل البعض عن بداية السعي في هذا المجال لذلك تعالوا معنا في رحلة شيقة نحكي فيها عن أوئل الأشياء التي حدثت بالفضاء.
منذ عام 1985 حتى الان ورؤوسنا تعلو فخرًا بمنجزات هذا الوطن العظيم ،فبعد صعود أول رائد فضاء عربي ومسلم الأمير سلطان بن سلمان لم نتوقف بعد بل أطلقنا أول رائده فضاء سعودية ليكملوا مابدأه الأمير من عُلوٍ وارتقاء ،حسنًا بعد كل هذا الم تتسائل ان من بدأ كل هذا من الأساس؟ من هو أول رائد فضاء؟
في عام 1934 وُلد “يوري أليكسييفيتش جاجارين” في قرية كلوشينو، وبداية لمسيرته بدأ تدريبًا مهنيًا في مصنع معادن ثم تم اختياره في مدرسة “Aeroclub H” ثناء تواجده هناك بدأ بتعلم قيادة الطائرات -Fly light- وهي هواية تستنزف الكثير من الوقت، وفي عام 1955م بعد أن أكمل تعليمه التقني التحق بمدرسة “Orenburg Military” للتدريب على الطيران العسكري، وبعد التخرج تم تعيينه في قاعدة مورمانسك أوبلاست حيث أصبح مُلازمًا في القوات الجوية السوفيتية وتمت ترقيته لاحقًا إلى رتبة ملازم أول.
بعد أن قرر الاتحاد السوفيتي إطلاق الإنسان إلى الفضاء كانت عملية اختيار رواد الفضاء سرية على البلاد. وتم اختيار جاجارين ضمن مجموعة من 19 طيار، خضعت المجموعة لتجارب مُصممة لاختبار التحمل الجسدي والنفسي وكان جاجارين متميزًا على أقرانه فتمّ اختياره لأول رحلة فضائية!
وفي أبريل انطلق جاجارين نحو الفضاء بمركبته “فوستوك 1” وأصبح أول بشري يصعد نحو الفضاء في التاريخ.
- أول من وطأ سطح القمر
لقد كانت رحلة شيقة مع بطلنا جاجارين ولكن ينقص البطولة شيء مهم فجاجارين لم يطأ قط على أي جرم سماوي لقد كان يدور حول الأرض فقط، ألم يصبكم الفضول حول أول شخص يمشي على سطح القمر ؟.
نيل أرمسترونج رائد فضاء أمريكي حصل على درجة علمية في هندسة الفضاء من جامعة بوردو ثم على الماجستير في هندسة الفضاء من جامعة كاليفورنيا، ويحمل عدداً من شهادات الدكتوراة الفخرية من عدة جامعات إضافة إلى العديد من الأنواط والأوسمة، ولم يتوقف بعد بل التحق أرمسترونغ بوكالة الفضاء الأمريكية في وظيفة طيار باحث وشارك بحكم وظيفته في مئتي رحلة جوية في مختلف أنواع الطائرات وفي سنة 1962م تم ترقيته إلى منصب رائد فضاء!، حيث عمل قائداً لرحلة جيميني وهي أول رحلة فضائية لأرمسترونغ في عام 1966م، وقام خلال هذه المهمة مع ديفيد سكوت بإجراء أول عملية التحام ركبتين فضائيتين تتم بواسطة إنسان،كما قاد أرمسترونغ عام 1969م طاقم رحلة أبولو 11 والتي هبط فيها على القمر وكُتب اسمه في التاريخ كأول بشري يخطو على القمر.
- أول اكتشاف لكوكب
كل ما مررنا به في رحلتنا كان بحدود الأرض والقمر ولكن ماذا عن الكواكب الأخرى؟ من الذي حدد مواقعها ومن الذي اكتشف أول كوكب؟
كان تحديد الكواكب سهلًا حيث أنها ساطعة وتُرى بالعين المجردة ، فقد حدد عُلماء الفلك القدماء عُطارد والزُهرة والمَريخ والمُشتري وزُحل في الألفية الثانية قبل الميلاد؛ وبما أنها أجرام (مرئية) لم تُسمى بـ(اكتشاف) لذلك دعونا نمضي في رحلتنا ونتعرف على من أول من رصد كوكبًا وكُتب له كـ”إكتشاف”.
ويليام هيرشيل عالم الفلك والموسيقي وهو الرجل الذي يُنسب إليه هذا اكتشاف كوكب أورانوس بالمعنى الدقيق للكلمة، فقد شُوهد أورانوس من قبل العديد من الناس قبل أن يرصده هيرشل من خلال تلسكوبه لكن خِفّة هذا الكوكب وصُغر حجمه أدى إلى تصنيفه كنجم في البداية؛ لكن أصرّ هيرشيل على مراقبته حتى أعلنَه كوكبًا، لم تتوقف رحلتنا مع هيرشل حتى الآن لنمضي معًا نحو حياته وكيف حفر اسمه على التاريخ!
لم يكن تعليمه سهلًا فوفقًا لتقاليد أسرته درس الموسيقى وانتقل إلى لندن لكسب لقمة العيش وهو يعمل في فرقة موسيقية، لم يجد أن هذا شغفه وفي أثناء تواجده في إنجلترا طوّر هيرشل اهتمامه بعلم الفلك، والتهم بعقله كِتاب ج”يمس فيرجسون” الذي شرح مبادئ العالِم الشهير إسحاق نيوتن، ولكن لم يحقق أيضًا هذا شغفه فلم يكن لدى هيرشل أي نية للبقاء كعالِم فلك وبدلاً من ذلك أراد أن يراقب السماء بنفسه، ومجددًا لم ينل هذا رضاه بسبب النتائج التي حصل عليها من الأجهزة المستأجرة لذلك قرر صنع تلسكوباته العاكسة بنفسه! قصته المثيرة ومثابرته تذكرنا بأهمية إيجاد شغفنا ومانحب ولا نستسلم أبدًا.
عندما مررنا على قصه هيرشيل وإصراره العجيب الم تلاحظوا شيئًا مهمًا؟ عندما سَئِم هيرشيل من الجلوس على الكرسي لدراسه الفلك أراد أن تكون دراسته
عملية فأستأجر التيلسكوب ليحقق رغبته في مراقبه السماء، ولكن ألم تتسائلوا عن أول من اخترع واستخدم التليسكوب؟
في الواقع لايعود اختراع التيلسكوب لشخص معين فأولًا تم إنشاء التلسكوبات الأولى في هولندا في عام 1608م حيث قام صانعوا النظارات “هانز ليبرشي” و “زاكارياس يانسن” و “جاكوب ميتيوس” بإنشاء تلسكوبات بشكل مستقل، وبعدها عُرف التلسكوب من تقليد الحرفة والإبتكار التقني حول النظارات والتطورات في علم البصريات التي تم تتبعها من خلال “روجر بيكون” وسلسلة من العلماء المسلمين ولا سيما “الكندي” و “ابن سهل” و “ابن الهيثم”، ومن ثُم تم استخدام التلسكوبات -البسيطة آنذاك- لإجراء ملاحظات مرتبطة بالأرض مثل المسح والتكتيكات العسكرية كان “جاليليو جاليلي” جزءً من مجموعة صغيرة من علماء الفلك الذين وجهوا التلسكوبات نحو السماء وقام جاليليو ببناء تلسكوبه الخاص ثم بعد ذلك عرض التلسكوب في مدينة البندقية بإيطاليا، وبعد نجاحه الأوليّ ركز جاليليو على صقل الآلة، فالتلسكوب الأوليّ الذي ابتكره (والتلسكوب الهولندي الذي استند إليه) كبّرَ الأجسام بثلاثة أقطار أي أنه جعل الأشياء تبدو أكبر بثلاث مرات مما كانت عليه بالعين المجردة!، ومن خلال تحسين تصميم التلسكوب طوره ليتمكن من أن يكبر ثماني مرات! وفي النهاية بعد التحسين والتطوير وصل الى ثلاثين مرة!، بعد وقتٍ قصير من ملاحظاته نحو السماء، بدأ جاليليو في تدوين ملاحظاته لأنه يود الحصول على نتائج، أدت تلك الملاحظات وتفسيرات للنجوم والقمر والمشتري والشمس ومراحل كوكب الزهرة إلى مساعدة كبيرة لفهمنا لهذا الكون، وفي مارس من عام 1610م نشر جاليليو النتائج الأولية لملاحظاته وسرعان ماتنقلت هذه الرساله الفلكية إلى أنحاء المجتمع المُتعلم.
- أول صوره لثقب أسود.
ها نحن نقترب من نهاية رِحلتنا الممتعه، ومحطتنا الأخيره تتطلب أن نعود إلى الحاضر قليلًا فهل يعقل أن تكمُل المتعه دون التحدث عن أهم أسرار الكون؟ الثقوب السوداء أحد وحوش الكون من رهبتها يعتقد الجميع أنها مجرد قصص خيالية ولكن لا؛ فهُنالك صورة حقيقية اُلتقطت للثقوب السوداء!
بواسطة مئتيّ عالِم وباستخدام مجموعة من المراصد المنتشرة في أنحاء العالم من هاواي إلى القطب الجنوبي، تعمل هذه المجموعة مثل تلسكوب ضخم بحجم الأرض، وقد تمكّن من جمع أكثر من “بيتابايت” من البيانات لثقب أسود وسط عنقود مجرات العذراء في 2017م، ثم استغرق الأمر عامين حتى قام العلماء بتجميع الصور مع بعضها لتظهر لنا هذه الأيقونة الفنية لأول ثقب أسود يتم تصويره بالتاريخ والذي يقع في مجرة ميسييه 87.
وإلى هُنا انتهت رحلتنا في ماضي الفضاء والاستكشافات التي ساعدتنا لنصل لما نَحن عليه الآن أتمنى أنكم استمعتم معنا وقضيتم وقتًا ممتعًا نراكم في رحلات قادمة مع فريق آستروفايل.
كاتبة المقال: صِبا الحمدان ( sebaoma@ )
من فريق كتابة المحتوى في آستروفايل
المصادر: