كما نعلم أن الشمس تُعد من النجوم ذات الحجم المتوسط، ويُقدر متوسط درجة حرارة سطحها الضوئي بـ ( 5,800-6,000 ) درجة مئوية .
ولدى الشمس “بُقع” أو “كُلف” شمسية وسميت بذلك لأنها تبدو للراصد كالبُقع المظلمة على سطح الشمس، وفي الواقع هي ليست بقع مظلمة كما نراها، ولكن تبدو قاتمة بسبب نور سطح الشمس المُبهر أظهرها هكذا، حيث أنه لو كان من الممكن عزلها عن الشمس ووضعها في مكان منفرد في السماء، لصدر عنها بريقٌ يفوق نور البدر بمئات المرات.
يكمن السبب الأساسي في ظهور البقع الشمسية هو نشاط التفاعلات النووية التي تتم في الشمس، والذي ينتج عنه حقول مغناطيسية هائلة، حيث تزداد قوته في بعض الأحيان مكوناً تشابكات تمنع ” الماجما ” (الصُخور المُنصهرة) الموجودة داخل الشمس من الصعود الى الطبقة الخارجية، أيضاً تمنع الحرارة والغازات الناتجة عن التفاعلات الداخلية من المرور لسطح الشمس؛ وبالتالي تجعل حرارة البقع الشمسية أقل مما يجاورها من سطح الشمس بحوالي ( 2,000 درجة مئوية ) أي أنه تبلغ درجة حرارة البقع الشمسية حوالي 3800 درجة مئوية تقريبا، فلذلك تبدو وكأنها بقع مظلمة قاتمة .
أعداد البُقع الشمسية وحجمها
يختلف عدد البقع الشمسية حيث أن متوسط عددها يصل إلى 5 بقع في حالة عدم النشاط، و 100 بقعة أو أكثر في حالة النشاط، وقد وصل عدد البقع الشمسية في عام 1960م نحو 200 بقعة. وبالنسبة لحجم البُقع الشمسية فإنها تختلف من بقعة لأُخرى، حيث أنه قد يصل اتساع سطح البُقعة الشمسية الواحدة الى ( 800 كم٢ ) وأحياناً إلى ( 8,000 كم٢ ) وفي بعض الحالات قد تصل إلى ( 15,000 كم٢ ) إذ تكون الطاقة المغناطيسية فيها قوية وكبيرة جدًا لدرجة تستطيع أن تبعد عنها مسار التيارات الحاملة لجزيئات مشحونة بالكهرباء والحرارة التي تصدر من باطن الشمس وتحاول أن تقضي على هذه البقع وتعيد حرارتها ونورها السابق، أيضاً توجد بقع شمسية تعادل حجم كُرتنا الأرضية، وتولّد البقع الشمسية أزواجاً، أي أنه يوجد خلف كل بُقعة كبيرة بُقعة أخرى صغيرة، وأيضاً توجد بقع شمسية صغيرة فلا تلبث أن تختفي بعد ساعات أو أيام.
أعداد البُقع الشمسية وحجمه
وتعني الدورة الشمسية ” تَغير النشاط الشمسي مع الزمن “، إذ يبدأ ضعيفاً ومن ثم يرتفع شيئاً فشيئاً، ومن ثم ينخفض تارة أخرى، ومدتها هي 11 عاماً، ويعرف العلماء والفلكيون عن تلك الدوره بتتبع البقع الشمسية والتي يزداد عددها خلال الدورة الشمسيه كل 11 عام، فعندما تبدأ الدورة التاليه تنعكس المجالات المغناطيسية للشمس وللبقع ( أي أن الشمس تحتاج إلى دورتين “22” عاماً لإكمال التغيرات في المجالات المغناطيسية )، وحتى اليوم انتهت 24 دورة شمسية.
فعندما تكون البقع الشمسية كثيرة وقريبة الأقطاب فإن هذا يعني أن الدورة الشمسية في ذروتها (Solar maximum)، أما عندما تكون قليلة وقريبة من المنتصف فإن ذلك يدل على ان الدررة الشمسية في أدنى نشاط لها (Solar minimum). ونحن الآن نقترب من الدورة 25 حيث يتوقع العلماء أن تصل إلى ذروتها بحلول منتصف عام 2025، وقد يتسبب في أرتفاع عدد الانفجارات الشمسية، ولكن يجب التنويه أن مايحدث طبيعي ولايوجد مخاطر كبيره في ذلك.
والسؤال الأهم هُنا، هل تؤثر البقع الشمسية على الأرض ؟
نعم تؤثر، ويكمُن تأثيرها على الشفق القطبي والطبقة الجوية المتأينة “أيونسفير”، وبالتالي تؤثر على الإتصالات اللاسلكية وإرسال الراديو والتلفزيون، أيضاً تؤثر على المناخ والطقس ولكن تأثيرها بسيط جدًا حيث لايوجد أي خطورة فيه .