إذا استطعت “نظريًا” الوقوف على سطح الكوكب الأحمر، فقد تشعر بدرجات حرارة مختلفة في وجهك عن تلك الموجودة عند قدميك، وفقًا لتفسير “مايكل سميث” عالِم الكواكب في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا فيقول: “يرجع ذلك إلى رقة الغلاف الجوي للمريخ – أرق بحوالي 100 مرة من الغلاف الجوي للأرض – و إلى نقص المحيطات؛ مما يساعد على خفض درجة الحرارة على كوكب المريخ، وتتأرجح درجات الحرارة بشكل كبير من وقت في العام إلى آخر، ومن النهار إلى الليل، ومن السطح إلى ارتفاع الرأس فوقه”.
- شبيهُ كوكب الأرض 🌍
الشكل والكتلة: من المعروف أن كوكب المريخ هو أقرب الكواكب شبهًا بكوكب الأرض فغلافه الجوي و سطحه مقارب لكوكبنا، غير أن قطره لايتجاوز نصف قطر الأرض، وكتلته تقارب عشر كتلتها فقط.
درجة الميلان: بالإضافة إلى أن مستوى مدار المريخ حول الشمس يكاد ينطبق على مستوى مدار الأرض بدرجة واحدة فقط، مما يجعل الفصول الاربعة المريخية مشابهة لفصول الأرض.
اليوم على المريخ: أما اليوم المريخي ( Mars Sol ) فهو أيضًا قريب جدًا من طول يوم الأرض، و الذي يساوي 1.039 يومًا أرضيًا؛ أي أنه يزيد فقط بنصف ساعة عن اليوم الأرضي، لذلك يتعرض سطحه لكمية مقاربة من الأشعة التي يتعرض لها سطح كوكب الأرض خلال النهار الواحد.
السنة المريخية: وأما السنة المريخية تساوي 1.8809 يوم أرضي؛ أي أنه أطول بكثير من السنة الأرضية .
- فصول الكوكب الأحمر 🍂🌨️🌺☀️
أنواع الفصول :
يحتوي الكوكب على نوعين مختلفين من الفصول التي تتفاعل على مدار السنة المريخية (ما يقرب من ضعف ما نعرفه في العام الأرضي)، هناك فصل الشتاء والربيع والصيف والخريف المألوف، الناجم عن ميل الكوكب – 25 درجة إلى 23 درجة على الأرض. ولكن هناك أيضًا موسمان إضافيان وهما: “الأوج” و “الحضيض”، والتي تحدث بسبب مدار المريخ الإهليلجي للغاية، على عكس مدار الأرض فهو دائري تقريبًا مما يعني أن بعده عن الشمس يظل ثابتًا إلى حد كبير.
أما مدار المريخ فهو أكثر استطالة، مما يجعله أقرب إلى الشمس في بعض أوقات السنة أكثر من غيره.
تتعاقب الفصول الأربعة على كوكب المريخ بفارق كبير بينها و بين فصول كوكب الأرض؛ حيث أن مدة هذه الفصول على كوكب المريخ ضعف فصول الأرض تقريبًا، و هي أكثر تفاوتًا منها على الأرض بسبب كثافة الغلاف الجوي التابع للمريخ أصغر بكثير من كثافة الغلاف الجوي التابعة للأرض .
و يمكن تقسيم الفصول المريخية الأربعة من حيث المدة كالتالي :
١- الربيع الجنوبي ( خريف في النصف الشمالي ) يستمر لمدة 146 يومًا أرضيًا.
٢- الصيف الجنوبي ( شتاء في النصف الشمالي ) يستمر لمدة 160 يومًا أرضيًا.
٣- الخريف الجنوبي ( ربيع في النصف الشمالي ) يستمر لمدة 199 يومًا أرضيًا.
٤- الشتاء الجنوبي ( صيف في النصف الشمالي ) يستمر لمدة 182 يومًا أرضيًا .
يحدث الصيف في القطب الجنوبي عندما يكون المريخ في نقطة الحضيض (الأقرب للشمس)، و عند هذه النقطة يتلقى سطح المريخ ما يقارب 44% من أشعة الشمس ؛ نتيجة لذلك، تكون الفصول في نصف الكرة الجنوبي شديدة والفصول في الشمال أكثر اعتدالًا.
تختلف مدة كل فصل من فصول المريخ الأربعة كما هو مبين في التقسيمة السابقة؛ حيث أن أطول الفصول هو الربيع في النصف الشمالي ( 194 يومًا أرضيًا )، و أقصرها هو الخريف في النصف الشمالي ( 146 يومًا أرضيًا ).
وتختلف درجات حرارة سطح المريخ فتبلغ أدنى درجة حرارة حوالي -125 درجة مئوية، وتصل أعلى درجة حرارة إلى حوالي 20 درجة مئوية في فترة صباح الكوكب، ولكن! قد تصل درجة الحرارة ليلاً إلى -73 درجة مئوية حتى لو كان في فصل الصيف.
- الظواهر المناخية 🌪️
تتميز مواسم المريخ بظواهر مناخية مميزة وفقًا لـ”ريتش زورك” وهو عالِم يترأس برنامج كوكب المريخ في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وأوضح لموقع
Weather.com بأنه: “وكما هو الحال على الأرض فتتحرك العواصف الشديدة من الغطاء الرملي السحابي الكثيف والغبار فوق قارات المريخ باتجاه خط الاستواء. وعندما يكون كوكب المريخ بالقرب من الشمس خلال فترة صيف نصف الكرة الجنوبي (موضّحة في صورة الفصول المريخية)، ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير، وتكفي لإطلاق عواصف ترابية تغلف مناطق كبيرة من المريخ – وأحيانًا الكوكب بأكمله – لأسابيع أو شهور”.
وأضاف ريتش زورك بأنه: “على الرغم من رقة هواء المريخ، إلا أنه يمكن أن يتطور ليصبح هبوب الرياح شديدًا ومستمرًا على مدار السنة، إن مسبار المريخ “فايكنغ” الذي وصل إلى الكوكب الأحمر في سبعينيات القرن الماضي، قام بقياس العواصف على كوكب المريخ والتي وصلت إلى حوالي 161 كيلومترًا في الساعة”.
وقال مايكل سميث: “إن العواصف الترابية العالمية تميل إلى الحدوث فقط خلال موسم الحضيض الشمسي ومرة واحدة كل ثلاث سنوات مرِّيخية أو نحو ذلك، وأضاف أنه مر حوالي ثلاثة سنوات ونصف منذ آخر عاصفة ترابية غطت الكوكب الأحمر”.
وأوضحت الدراسات بأن كوكب المريخ يتعرض لتغيرات مناخية سببه ترنح المحور الدوراني المريخي الناتج عن جاذبية المشتري القوية له، و هذا يؤدي إلى تغير في اتجاه المحور كل 50 ألف سنة، ثم يعود إلى وضعه السابق بعد 50 ألف سنة.
انتهى
كاتبة المقال: رندا محمد.
عضو فريق آستروفايل
**كل الصور حقوقها محفوظة لأصحابها
المصادر :