الكواكب اليتيمة | Orphan Planets

الكواكب المَارِقة وغالبًا ماتسمى "بالكواكب اليتيمة" (Orphan Planets) وهي كواكب كانت تنتمي إلى نظام كوكبي (Planetary System) ولكنها بسببٍ أو بآخر خرجت عن مدار نجمها وجعلتها تسبح بين المجرات، و يُقدِّر علماء الفلك أن عدد الكواكب المارقة يفوق عدد النجوم الموجودة بمعدل 100,000 كوكب مارق لكل نجمة. فطريقة تكون هذه الكواكب هو محل شك عند العلماء حتى الآن ولكن ما توصلوا إليه هو أنها كانت نجوم فشل اكتمالها فأصبحت نجم شديدة الحرارة وبعد فترة من الزمن تقل حرارتها وتتحول لكوكب شديد السواد ويصعب رؤيته وتحديد مكانه في عتمة الفضاء الدامس. فإذا أكتمل انفجارها فتدعى بالسوبر نوڤا (Supernova) لكن إذا فشل اكتمال انفجارها تتحول إلى مايدعى بالنوڤا (Nova) وهو بداية تكون الكوكب المارق.


  • تلسكوب نانسي قريس رومان الفضائي لاكتشاف الكواكب المَارِقة

كان يعرف تيليسكوب نانسي قريس رومان باسم "Wfirst" مِن ثم تم تغييره عام 2020م الى اسم أول أمرأة تنفيذية في ناسا (Nancy Grace Roman) تكريمًا لها بعد وفاتها في عام 2018م عن عمرٍ ناهز الـ93 عامًا.


 

لازال التليسكوب في مرحلة التصنيع وتم تقرير إطلاق تلسكوب رومان الفضائي في عام 2027م والذي سيُمكنا من رؤية الملايين من الكواكب المارقة وليس ذلك فحسب بل أيضًا لمساعدتنا في معرفة المزيد عن المادة المظلمة والطاقة المظلمة بسبب قياسه للضوء من مليارات المجرات على مدار مهمة واحدة، وسيكشف لنا خطورة الكواكب المارقة التي تسافر بسرعات عالية تصل الى 47 مليون كيلومتر بالساعة (13,000 ك/ث) في عتمة الفضاء! وباحتمالية اصطدامه بالكواكب الأخرى أو تغيير مسار الكواكب وإخراجها عن مدارها بسبب كتلته الضخمة بمجرد مروره بها. ويملك تيليسكوب رومان القدرة على رؤية المجال أكبر 100 مرة من تيليسكوب هابل الفضائي. وهذا هو الغرض المعني من تليليسكوب رومان هو أن يعطي نظرة شاملة أكثر على عكس تيليسكوب هابل يكون مجال أصغر لرؤية أدق وأوضح.

الفرق بين مدى رؤية  تلسكوب هابل ورومان


  • الحياة على الكوكب المارق

بالنظر للوهلة الأولى على تلك الكواكب يبدو أنها كواكب مهجورة وغير مرحبة ولا يوجد فيها شكل من أشكال الحياة. ولكن يوجد أبحاث حديثة تنص على وجود عوامل الأساسية للحياة عليها. فعلى الكواكب أن تتحلى بعوامل كثيرة للقول أنها قابلة للعيش بالشكل الصحيح، أحد أهمها هي وجود الماء السائل في الكوكب لنقل المعادن الغذائية للكائنات الحية ووجود مصادر طاقة الذي يُمكّن الكائنات الحية لمواصلة العيش والنمو والبناء الضوئي. ووجد العلماء كواكب بالفعل تتحلى بأغلفة جوية سميكة تحبس الحرارة كفاية للحفاظ على السائل من التجمّد، وتعتبر الكواكب المارقة في بيئة مميزة للعيش اكثر من النجوم في مجرتنا لأنها خالية من الاضطرابات والاشعاعات التي ممكن أن تنشأ من الشمس وهذا يعني احتمالية أكبر لاستمرار دورة الحياة في هذه الكواكب، لذلك علميًا ممكن خلق حياة بحرية صحية نوعًا ما على هذه الكواكب.


Image credit: Thibaut Roger


  • وجود كواكب مارقة في مجرتنا

بسبب عتمة الكواكب المارقة يصعب علينا تحديد مكانها وعددها في مجرتنا، فهي تتخفى كما تتخفى  الثقوب السوداء. طريقة تحديد الموجود منها في مجرتنا هو بالبحث على شذوذ كوني في الجاذبية، فتخيل معي خط رؤية لتلسكوب من الأرض إلى نجمٍ ساطع، عندما يعبر الكوكب المارق هذا الخط فسينحني ضوء النجم ويكبر مما يجعل النجم يبدو أكثر سطوعًا من العادة بالنسبة لنا. ويشير مدة السطوع إلى حجم الكوكب الموجود؛ فاستمرار السطوع لمدة يوم يعني كوكب مارق بحجم المشتري واستمرار سطوع لعدة ساعات يعني وجود كوكب بكتلة الأرض وهكذا. ويمكنك تخيل الوقت الذي يستغرقه العلماء للكشف عن كوكب مارق في مجرتنا فالعملية تتطلب عدة سنوات أو حتى عقود من الزمن لتحديدها.


صورة التقطت عبر  المرصد الأوروبي الجنوبي لمنطقة مابين كوكبتيّ العقرب والحواء
تدل النقاط الحمراء على احتمالية وجود حوالي 115 كوكب يتيم حُر يطفو في الفضاء بدون نظام شمسي


  • كواكب مارقة تم اكتشافها

هنالك 19 كوكبًا مارق تم اكتشافه. فكان كوكب (ots 44) أول كوكب مارق تم اكتشافه عام 1998م، وهو ذو كتلة ضخمة تعادل 12 ضعف كوكب المشتري ويبعد عن كوكب الأرض 550 سنة ضوئية. وأقرب كوكب مارق لنا تم اكتشافه هو (WISE 0855-0714) يبعد عن كوكب الأرض بـ7.1 سنة ضوئية، ويعتبر كوكبًا غازيًا بكتلة تصل إلى 10 أضعاف كوكب المشتري.


انتهى


كاتب المقال: محمد فهد المنصور

مراجعة وتدقيق: عبدالله (نائب إدارة آستروفايل)


المصادر:

- صحيفة ذا اتلانتك

 https://www.theatlantic.com/science/archive/2020/10/rogue-planets-milky-way/616897/

- صحيفة دسكفري

https://www.discovermagazine.com/the-sciences/can-life-exist-on-a-rogue-planet

- ناسا

https://svs.gsfc.nasa.gov/12308


Share by: