عزف الموسيقى في الفضاء! 🎷

صورة (١): رائدة الفضاء "جيسيكا مير" تعزف عبر الساكسفون

• هل من الممكن فعلاً عزف الموسيقى داخل محطة الفضاء الدولية؟

دعونا نتحدث أولاً عن امكانية حدوث ذلك، تحتاج الموجات الصوتية إلى وجود وسيط لنقلها مثل الهواء، طالما تواجدَ الهواء داخل المركبة الفضائية فإن الآلات الموسيقية ستعمل. بعكس حينما يكونوا خارج المركبة، الآلات الموسيقية مثل الكمان والجيتار حينما يكونوا خارج المركبة سوف تهتز الأوتار بدون انتاج صوت، وكذلك آلات النفخ النحاسية مثل البوق Trumpet لن تعمل إلا فقط داخل المركبة في حين تواجد جزئيات الهواء لأن عادةً ما تنتج هذه آلات صوتًا بسبب اهتزاز جزيئات الهواء داخلها.

صورة (2): البوق آلة نفخ نحاسية لها ثلاثة صمامات

• هل تواجد الآلآت الموسيقية داخل المركبة الفضائية يُعتبر أمرًا خطيرًا؟ 

لن نتحدث عن احتمالية اصطدام الآلة برأس أحدهم بسبب الطفو نتيجة لانعدام الجاذبية داخل المركبة، بل عن احتمالية حدوث حريق خصوصًا بسبب الآلات الخشبية مثل الكمان. هناك العديد من الاختبارات التي تُجرى على الآلآت الموسيقية قبل اعتماد اصطحابها إلى الفضاء. تصدر المواد المُصنِّعَة للآت بعض الغازات والتي عندما تكون في بيئة محطة الفضاء الدولية المغلقة فإن احتمالية نشوب حريق تزداد. لذلك فإن اختبار الآت الموسيقية أمر بالغ الأهمية لحماية رواد الفضاء والمركبة الفضائية من أي خطرٍ محتمل.

صور (3): مجموعة من رواد الفضاء يعزفون في محطة الفضاء الدولية.

لاتوجد هناك فروق جوهرية بين العزف في بيئة الجاذبية الصغرى وعلى الأرض لأن الموجات الصوتية تعمل بنفس الطريقة في البيئتين، ولكن عزف الآلات الموسيقية هُناك ليست بتلك السهولة التي تعتقدها. فإن محاولة الضغط على مفتاح أو النفخ في الآلة الموسيقية سيدفعها بعيدًا في حركة مستمرة نتيجة لافتقار الجاذبية لذلك وجب التعامل مع بيئة الجاذبية الصغرى بشكل أكثر إبداعًا وابتكارًا، ولأن الحاجة أم الإختراع؛ فقد ابتكر رواد الفضاء طريقة جديدة للعزف هُناك حيث يقومون أولاً بتثبت الآتِهم الموسيقية بواسطة استخدام قيود وحِبال الأرجل لكي لا تطفو الآلات الموسيقية بعيدًا.